رياضات الشرق الأقصى /بين رائحة التاريخ والطقوس الدينية
كاتب الموضوع
رسالة
Noureddine الاستاد
عدد الرسائل : 326 العمر : 51 الموقع : www.jkam.yoo7.com العمل/الترفيه : فنون الحرب المزاج : متواسط تاريخ التسجيل : 30/08/2007
موضوع: رياضات الشرق الأقصى /بين رائحة التاريخ والطقوس الدينية الخميس أبريل 17, 2008 5:20 pm
رياضات الشرق الأقصى بين رائحة التاريخ والطقوس الدينية
كان ومازال الإنسان عبر مراحل التطور التاريخي ابتداء من العصر الحجري إلى عصر الفضاء في صراعه الدائم مع القوة على اختلاف أشكالها ، يحاول دائما أن ي**ب
معركة التحدي والمواجهة وكلما أحاطت به الظروف الجديدة لهذه القوة حاول مواجهتها بأساليب جديدة ومتطورة . ولأن صراع الإنسان قديما يعتمد على القوة البدنية والمهارة في
استعمال السلاح البدائي مثل السيف والرمح الخ ... إلا أنه ثمة أساليب متطورة في القتال تعتمد على التدريب القاسي المكثف المتواصل والصبر الطويل والإصرار مع قوة
العزيمة كتلك التي ظهرت في بلاد الشرق الأقصى مثل الصين في بدء الدعوة البوذية واليابان في عهد الساموراي وغيرها من الدول مثل كوريا وتايلاند تلك الشعوب التي لها
الكثير من الأسرار القتالية والعادات والتقاليد والمعتقدات التي لايكاد يفهمهها من يعيش خارج حدود الشرق الأقصى . لقد ولدت فعلاً في هذه البلاد عدة رياضات عنيفة وخطيرة
تختلط فيها رائحة التاريخ القديم بالطقوس الدينية والعادات والتقاليد الشعبية مثل الملاكمة الصينية ، الجوجيتسو ، الجودو ، الكاراتية ، التايكواندو ، الكونغ فو ، الآيكيدو ، الكيندو
وغيرها من الرياضات الأخرى ذات الطقوس الغربية مثل السومو والساموراي .. كلها رياضات بغرض زيادة تنمية وتطوير التوافق بين الجسد والروح والعقل والدفاع عن النفس وتسبب
أحياناً إ صابات بالغة وعاهات مستديمة وربما القتل لأنها تعتبر قتال حقيقي بمعنى الكلمة يقوم أساساً على مبادئ فلسفية خاصة ومعتقدات غريبة وأسرار خفية .
فإذا كان للصينيين واليابانيين نصيب السد من هذه الرياضات العنيفة القاتلة إلا أن للتايلنديين أيضاً رياضة فريدة تعرف بالملاكمة التايلاندية .. وعلى أي الأحوال بالرغم من اختلاف
أسماء ونوعية ونشأة هذه الرياضات القتالية إلا انها تعتمد في جوهرها على وسائل الدفاع والهجوم وردود الفعل الإنعكاسية والسرعة والمراوغة والمهارة في استعمال جميع أطراف
الجسم سواء في الدفاع أو الهجوم المفاجئ . لقد ظلت هذه الرياضات قروناً طويلة سجينة في بلادها بغرض المحافظة على أسرارها بين أهلها ثم استطاع البعض منها
التسرب خارج بلادها مثل الجودو والكاراتية والمصارعة اليابانية والتايكواندو ثم أخيراً رياضة الكونغ فو التي دخلت بعض الدول الأجنبية والعربية وأصبحت هذه الرياضات تتمتع
بشعبية هائلة في تلك الدول التي دخلتها ولكن يبدو أن بعض الألعاب ستظل حبيسة في بلاد الشرق الأقصى إلى الأبد مثل الساموراي والسومو التي تختلف عن بقية الرياضات القتالية
والشعبية الأخرى ... لأن ممارستها تتطلب المزيد من القوة والعنف مع مصاحبة العديد من الطقوس الدينية الغريبة وألأسرار والتقاليد الغير واضحة .. ولذلك نرى قبل العرض
لرياضة النينجا موضوع هذا الموقع ضرورة التعرض لهذه الأنواع المختلفة من الرياضات القتالية بشئ من الإيجاز حتى يمكن فهم أسرار النينجا الحقيقية والفرق بين الحركات
المستخدمة في هذه الرياضة وفلسفتها وحركات الرياضات الأخرى وذلك فيما يلي :-
1- الملاكمة الصينية هي الأصل عرفت هذه الرياضة منذ أكثر من حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد وكانت عبارة عن سلسلة من التمارين الحربية لإستخدامها في المعارك والإشتباكات الفردية العنيفة وكانت
تشبه إلى حد كبير الرياضة الإغريقية التي عرفت بإسم ( بانكريتيوم ) التي هي عبارة عن مزيج من حركات المصارعة والملاكمة الصينية القديمة التي اهتمت بها طبقة من الرهبان
ضمن تعاليم الديانة البوذية تطورت بغرض تنمية الروح والعقل والجسد يرافقها شدة التأمل والتركيز العميق إلى أن أصبحت بمرور الزمن رياضة شعبية تمارس بدون قفازات مع استعمال
بعض الأدوات مثل العصى القصيرة والرمح وبذلك أصبحت رياضة عنيفة وخطيرة ليس لها علاقة برياضة الملاكمة المعروفة الآن الا من حيث تشابه الإسم فقط .
على أي الأحوال تعتمد الملاكمة الصينية في التك*** الحركي بعد أن تطورت في معبد شاولين على اللكمات الطويلة والخطوات الواسعة والهجوم المتقن والدفاع مع
استعمال مختلف أنواع القبضات والأسلحة والضرب بالأقدام وهي تعرف الآن في الصين تحت إسم ( ملاكمة شاولين ) نسبة إلى ذلك المعبد الذي تطورت فيه هذه اللعبة .
2- الكونغ فو بين الحقيقة والخيال هي إحدى فنون ووشو الصينية التي اشتقت من الملاكمة الصينية القديمة .. وكانت هذه الرياضة في البداية منذ حوالي عام 2698 قبل الميلاد تؤدي على شكل مجموعة من
التمرينات البسيطة الرشيقة التي يمارسها الرهبان في المعابد بغرض المحافظة على صحة وسلامة الجسم ووقاية أجهزته الحيوية من الأمراض ، وزيادة القدرة على التأمل
والتفكير الدقيق لفهم العلوم الروحانية وأصول العبادة واداء الطقوس الدينية . عندما ظهر الراهب داما لأول مرة في الصين عام 526 ميلادية وظل معتكفاً في مغارته لمدة 9 سنوات من أجل التأمل
والعبادة فوضع كتاباً يحتوي على مايقرب من 2000 تمرين بهدف الحصول على الصحة البدنية والصفاء الذهني لمساعدة تلاميذه على مواصلة التركيز العقلي والقدرة على التحمل
والدفاع عن النفس بواسطة إمكانات الجسم وأسلحته الطبيعية وخاصة بعد ما اشتكى إليه بعض تلاميذه من الرهبان الذين يتعلمون على يديه أصول الديانة البوذية أنهم تعرضوا
لبعض المتاعب من قطاع الطرق عندما كانوا يسيرون في جولات حرة بعيدة عن المعبد فأخذ يعلمهم فنون الحركات الهجومية للحيوانات الشرسة والزواحف القاتلة والطيور
الجارحة بجانب ملاكمة شاولين وعندما تمكن هذا الراهب من خلط مثل هذه الحركات عرفت بإسم ( كونغ فو ) التي كان يقلدها أصوات الحيوانات أثناء القضاء عليه .
الكونغ فو الكونغ فو لعبة دفاعية هجومية تهدف إلى الدفاع عن النفس بدون سلاح تتطلب تدريباً جيداً ومهارةً عاليةً يعود تاريخها إلى حوالي أربعة آلاف سنة إذ عرفها الصينيون
القدما ولهذه اللعبة أصول وآداب لايمكن اتقانها إلا بالتمرين المتواصل وهي تنطوي على كثير من الحكمة والأخلاق العالية وتدعو إلى نبذ الحقد والروح العدوانية وعلى اللاعب تحية
خصمه قبل وبعد المباراة لأنها دليل الاحترام ورمز للقوة والثقة بالنفس وترتكز هذه الرياضة على إطاشة ضربات الخصم وأضعاف قوته وامتصاص
هجماته لتهيئته لتلقي الهجمات والضربات إذ يعتبر الدفاع هنا مرحلة تحضيرية للهجوم الذي يستهدف أماكن محددة ومهمة في جسم الخصم وتتطلب هذه المرحلة قوة مهارة في
المراوغة لتفادي ضربات الخصم وبعد ذلك ينتقل اللاعب إلى مرحلة الهجوم عبر صد اللكمات والضربات الموجهة إليه وتفاديها قبل أن يبدأ بتوجيه
الضربات إلى النقاط الحساسة في جسم المهاجم مستخدماً فيها القبضات المغلقة والمفتوحة والأرجل والمرافق .
=
نورالدين اللغداس
رياضات الشرق الأقصى /بين رائحة التاريخ والطقوس الدينية